المسؤولية الاجتماعية للصورة الصحفية
صفحة 1 من اصل 1
المسؤولية الاجتماعية للصورة الصحفية
المسؤولية الاجتماعية للصورة الصحفية
(قلم وعدسة ساهر قداره)
(قلم وعدسة ساهر قداره)
تتعدد أهداف الرسالة الصحفية، فمنها السياسية والاقتصادية والثقافية، ولكن أهم هذه الأهداف في نظري الرسالة الاجتماعية، أو المسؤولية الاجتماعية اتجاه المجتمع والناس الذين يعيشون داخله. حيث تسلط هذه الرسالة الضوء على هموم الناس ومشاكلهم واحتياجاتهم وتقف على خفايا حياتهم ومعاناتهم. ومن أبرز ما يجب أن تتعرض له الصحافة في هذا المجال خاصة المطبوعة منها مشاكل الفقر والمرض والادمان وحوادث السير والحروب والحرائق وغيرها من القضايا التي تهم شريحة كبيرة من الناس في المجتمع.
وتبرز الصورة الصحفية هنا كأهم وسيلة من وسائل الوقوف مع مشاكل الناس وهمومهم. فالصورة الصحفية تبرز وتختزل معاني ومعلومات لا تستطيع الكلمات مهما عظمت بلاغتها أن تكشفها للقارئ لدرجة أن بعض الصور التي نشرت في هذا الإطار لم تكن بحاجة لكتابة تشرح موضوعها.
ويلعب المصور الصحفي دورا بارزا في شد الانتباه للموضوع المطروح أو المشكلة المعروضة، وذلك من خلال إحساسه وتفاعله مع الأشخاص والمشاكل التي يصورها، الأمر الذي يجعله يعطي الصورة حقها من الوقت والتركيز والتفنن ليخرج بأفضل الزوايا والجوانب التي تكشف بواطن وحيثيات الموضوع الذي يقوم بتغطيته.
وحقيقة فإن المصور الصحفي الذي يقوم بتغطية هذه القضايا يتعرض لضغط نفسي كبير أثناء التصوير، نتيجة لسوء أوضاع من يقوم بتصويرهم والبيئة أو المكان الذي يعيشون فيه، وهذا الضغط يقوم بكبته داخل نفسه الأمر الذي يزيد من ضغوط المهنة التي يعمل بها. ومن هنا كان الصحفيون والمصورون الصحفيون أكثر الناس العاملين الذين يتعرضون لجلطات وأزمات قلبية نتيجة لضغوطات وصعوبات مهنتهم، وهذا ما أثبتته وتثبته الدراسات والإحصائيات التي تجرى في العديد من دول العالم كل سنة.
خلال عملي في مهنة التصوير الصحفي قمت بتصوير كثير من حالات الفقر والمرض وإصابات الحوادث والحروق والحروب. وفي كل هذه الحالات كنت أعاني كثيرا من الناحية النفسية نتيجة لبشاعة الكثير من هذه الحالات، ونتيجة لعجزي عن مساعدتها مساعدة مباشرة، ونتيجة للمسؤولية الكبيرة الملقاة على كاهلي لتقديم أفضل وأقوى الصور تعبيرا عن هذه الحالات، ولا يزال يتذكر ذهني ويعيش مع أدق تفاصيل الناس الذين قمت بتصويرهم خلال الفترة الماضية بل لعل صورهم لا تزال تتمثل أمامي حتى الآن.
ولكن برغم قتامة هذا الأمر إلا أن ما يخفف عني هو المردود السريع والنتيجة الإيجابية التي تحصل عليها أغلب من قمنا بتغطية مشاكلهم سواء من الناحية المعنوية أو من الناحية المادية والمالية المباشرة وذلك بعد نشر صور قضاياهم ومشاكلهم واطلاع المسؤولون والناس والمحسنون عليها.
إن ما دعاني هنا للكتابة عن هذا الموضوع هو التركيز على الأهداف الإنسانية للصورة الصحفية ومعاناة المصور الصحفي فيها. كذلك لأبين للناس مقدار معاناة إخوتهم وأن عليهم أن يحمدوا الله كثيرا على النعم التي أعطاهم إياها رب العالمين والتي حرم منها الكثير غيرهم سواء في الصحة أو المال أو الآمان.
وتتمة للموضوع أورد مجموعة من الصور لحالات قمت بتصويرها في عمان مكتفيا بوضع صور لها بدون شرح، لأنها أي الصور كفيلة بشرح معاناة من هم بالصور مؤكدا أنهم يعانون حقا معاناة كبيرة ويشكون من مشاكل مؤلمة ما بين المرض والفقر والإدمان والعوز وحتى الاحتضار !!
ولاستكمال الرسالة الإجتماعية الأخلاقية في صوري هذه أشير إلى أن عناوين هؤلاء الناس موجودة لدي، فهم ما زالوا بحاجة للمساعدة والعون. والله في عون العبد ما دام في عون أخيه. وقانا الله وإياكم شر المرض والفقر والفقد إنه ولي ذلك والقادر عليه.
مواضيع مماثلة
» مصادر الصور الصحفية
» أهمية الصورة الصحفية
» البحث عن التميز في الصورة الصحفية
» أخطار الفوتوشوب في الصور الصحفية
» أهمية الصورة الصحفية
» البحث عن التميز في الصورة الصحفية
» أخطار الفوتوشوب في الصور الصحفية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى