أخطار الفوتوشوب في الصور الصحفية
صفحة 1 من اصل 1
أخطار الفوتوشوب في الصور الصحفية
(قلم وعدسة ساهر قداره)
كان التصوير الصحفي فيما مضى يعتمد على أفلام النيجاتيف لالتقاط الصور ومن ثم تحميضها في الاستديوهات أو بالمعامل داخل بعض الصحف، وهذه عملية متعبة ومكلفة وتحتاج لوقت طويل حتى تصل الصور للمواد الصحفية.
والآن في عالم التكنولوجيا والديجتال أصبح التصوير الصحفي يتم من خلال كاميرات حديثة (ديجيتال) لدى أغلب الصحف والمجلات عبر العالم. والحقيقة أن هذه الكاميرات رغم ارتفاع سعرها إلا أنها توفر بالتكاليف والزمن، فمن حيث التكاليف فنحن لم نعد بحاجة لشراء الأفلام والتي هي مكلفة لأننا نستخدم عددا كبيرا منها وبالتالي فنحن لسنا بحاجة لتحميض هذه الأفلام وطباعتها وهي العملية المكلفة أيضا، ثم لم نعد بحاجة للذهاب لمقر الصحف بعد كل مناسبة لتسليم الصور وهذا وفر مالا ووقتا بعد أن كنا نستغرق وقتا طويلا في الذهاب لمعامل التحميض ومنها للصحف خاصة إذا كانت المناسبات كثيرة.
لقد وفرت التقنية الحديثة جودة في نوعية الصور وتوفيرا في تكاليف عملية التصوير. ولكن برغم ذلك لا تخلوا هذه المسألة من العيوب أو المخاطر. فالصور التي يتم التقاطها بكاميرات الديجيتال تحتاج لبرامج حتى تعالجها وتهيئها للنشر في الصحف والمجلات، وأشهر هذه البرامج برنامج الفوتوشوب لمعالجة الصور.
والخطورة في هذه البرامج أن التعديل والتلاعب بالصور أصبح ممكنا بل سهلا جدا حتى للشخص غير الخبير، سواء من حيث المحتوى أو الألوان أو الإضاءة، حتى أنه أصبح من السهل معالجة معظم أخطاء المصور أو عملية التصوير من خلال هذه البرامج.
في برنامج الفوتوشوب يمكن تغير ألوان أي صورة بشكل كامل وتحسين ألوان صور أخرى بشكل مغاير للطبيعة الفعلية التي التقطت فيها هذه الصور. وتستطيع كذلك إضافة أو حذف أية عناصر للصورة سواء بشرية أو مادية. وقد يكون ذلك مطلوبا أو مفيدا في بعض الأحيان خاصة فيما يتعلق بحذف العناصر المشوهة للصور كأعمدة الكهرباء أو الأسلاك أو الأوساخ أو أجزاء من أشخاص غير مرغوب بوجودهم في الصور.
ورغم أن كل ذلك جميل إلا أنه تدخل وتلاعب بأصل الصور، فالأصل في الصورة أن تبقى كما التقطها المصور، وإن كان في الصورة عيوب فهي مسؤولية المصور، لأن المطلوب منه تقديم صور جيدة ومقبولة بالحد الأدنى للنشر. ويبقى عليه أن يفتح الصورة أو يغمقها تبعا لدرجة الضوء فيها أو أن يزيل أوساخا منها ناتجة عن توسخ زجاج عدسة الكاميرا وهكذا.
إن موضوع التدخل أو التلاعب بالصور الصحفية خطير جدا، لأنه بإمكان المصور التدخل في تأثير الصورة على المتلقيين بعد نشرها، خاصة إذا كان التلاعب مبالغا فيه. ولتبسيط هذه الفكرة أورد المثال التالي:
في حرب لبنان التي شنت فيها اسرائيل قصفا كثيفا على مناطق عدة في بيروت، كان ضمن المصوريين الصحفيين العاملين في تغطية الحرب مصور لبناني يعمل مع وكالة رويترز، وكان يرسل الصور تباعا لوكالته، وهذه الصور كانت تنشر في كافة صحف العالم. وفي إحدى الصور التي تبين قصفا لأحد المواقع وتصاعد الدخان منه، تلاعب هذا المصور بحجم الدخان المتصاعد من حيث الحجم والسواد، واكتشفت الوكالة ذلك وقامت بطرد هذا المصور من فريق عملها بلبنان لأنها اعتبرت ذلك تزييفا للحقائق بعد احتجاج الحكومة الإسرائيلية على الصورة بتأكيدها أن نوع الأسلحة المستخدمة في القصف لا يحدث هذا التأثير من الدمار والدخان الذي أضافه المصور للصورة.
ومثال آخر لخطورة التلاعب بالصور من خلال الفوتوشوب، فمصوري الرياضة حينما يفشلون في التقاط صور بها كرة مع لاعبين خاصة في كرة القدم يقومون بقص كرة من إحدى الصور ولصقها في صورة أخرى يعتبرون تكوينها جيدا.
ولبيان التغير الكبير الذي يمكن للمصور الصحفي أن يحدثه في صوره من خلال الفوتوشوب أورد الصور الثلاث التالية لفتاة تقف وتحمل بيدها وردة، حيث ستلاحظ الفارق الكبير فيها بعد التلاعب بها عبر الفوتوشوب علما أنني لم أتلاعب إلا بالألوان فقط. ولتدرك صدق التعبير الذي عنونت به مقالتي هذه (أخطار الفوتوشوب).
مواضيع مماثلة
» مصادر الصور الصحفية
» أهمية الصورة الصحفية
» البحث عن التميز في الصورة الصحفية
» المسؤولية الاجتماعية للصورة الصحفية
» أقوى الصور التي نشرت في عام 2006م
» أهمية الصورة الصحفية
» البحث عن التميز في الصورة الصحفية
» المسؤولية الاجتماعية للصورة الصحفية
» أقوى الصور التي نشرت في عام 2006م
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى