منتدى ساهر قداره للتصوير الصحفي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهمية الصورة الصحفية

اذهب الى الأسفل

أهمية الصورة الصحفية Empty أهمية الصورة الصحفية

مُساهمة  Admin الإثنين فبراير 16, 2009 2:06 pm

الصورة الصحفية
أساس التغطية الصحفية الناجحة

(كتب ساهر قداره)



منذ الحرب العالمية الأولى والثانية مرورا بالحرب الكورية وحرب فيتنام وانتهاء بالصراع العربي الإسرائيلي وحرب العراق، لعبت الصورة الصحفية دورا بارزا في نقل الأحداث والمشاهد المأساوية التي عايشها الناس في المناطق التي شهدت هذه الحروب، بل لعل بعض الصور الصحفية قد لعبت دورا هاما في صياغة بعض الأحداث والمواقف المرتبطة بتلك الحروب كما هو الحال في الصور التي نشرت في الصحافة الأمريكية إبان حرب فيتنام عن فضاعات الحرب وانتهاكات الجنود الأمريكان للحقوق البشرية هناك وأدت بالجيش الأمريكي للانسحاب من فيتنام في هزيمة تاريخية للقوات الأمريكية لم تعرف لها مثيل.

إن الصور الصحفية في أوقات الحروب عادة ما تسهم في تدعيم معارضة الرأي العام لهذه الحروب كما فعلت صورة شهيرة لمصور اسمه ( نك أوت ) في حرب فيتنام لفتاة صغيرة في التاسعة من عمرها تفر عارية من منطقة قتال بعد أن خلعت ملابسها المحترقة، هذه الصورة التي لعبت دورا كبيرا في تغير وجهة نظر الأمريكيين للحرب في فيتنام وأدت في النهاية لرفضهم لهذه الحرب.
لا ينسى هذا المصور الفيتنامي نك أوت ذاك اليوم من شهر حزيران يونيو من عام 1972 والذي صور فيه تلك الفتاة الفيتنامية البالغة من العمر آنذاك 9 أعوام، هاربة من بلدتها بعد هجوم بقنابل النابالم شنه الجيش الأمريكي. وقد فاز بجائزة بولتزر على الصورة.

أهمية الصورة الصحفية 8c0x30j0tc9e6q2vkpzj


أهمية الصورة الصحفية 1xb9w5r6nskid4ocosyt
المصور والفتاة بعد حوالي العام على الهجوم

أهمية الصورة الصحفية Uz5b2sn8yr1fz2srs616
كيم تعيش اليوم في كندا





كما أسهمت في ذلك صورة أخرى نشرتها وسائل الإعلام في أرجاء العالم آنذاك للمصور (إيدي آدامز) وتمثل مشهد إعدام مناضل فيتنامي اسمه (نيغوين نيغولون) من رجال الفياتكونغ وهي المنظمة اليسارية التي كانت تقاتل من أجل استقلال فيتنام على يدي جنرال من جيش فيتنام الجنوبية التي كانت موالية للأمريكيين في الأول من شباط /فبراير عام 1968م، هذه الصورة التي قال عنها إيدي وهو يستلم جائزة بولتيزر العالمية: "من سخريات القدر أن أتسلم أموالا كجائزة للقطة تصويرية لرجل يقتل آخر، فهناك روح إنسانية انتهت وأنا أقطف ثمار ذلك ماليا".

أهمية الصورة الصحفية 3qbabys0yl0ta6hvo5a0




ونتيجة لهذه الأهمية والتأثير الكبير للصورة الصحفية على الرأي العام وعلى سير الأحداث وتحول المواقف، فقد سعى المسؤولون الأمريكيون ـ كما تقول (كاترين أورز) في صحيفة (ذأيج) الأسترالية (11 نيسان/أبريل عام 2004م) ـ منذ حرب فيتنام إلى التحكم في استخدام الإعلام لصور المعارك. كما قاموا منذ حرب الخليج سنة 1991م بمنع المصورين الصحفيين من تغطية عودة النعوش العسكرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

أهمية الصورة الصحفية Qktx8t6snsy5lopo89uf




وفي أيامنا هذه فقد أضحت الصورة الصحفية جزءا أساسيا في التغطيات الصحفية، وأصبح لها دور مهما فرضته الأحداث الهامة والمتغيرة محليا وعالميا ليس أقلها الحروب والنزاعات وقضايا الإرهاب في نقل الصور الحقيقية للأحداث من مواقعها، وتوضيح صورة ما يجري بالفعل هناك، وترك تأثير عاطفي وتفاعلي معها لدى قراء الصحف ومشاهدي محطات التلفاز. يقول الصحفي الأمريكي (لانس مورو) حول الانطباع الذي تتركه الصورة الصحفية في ذهن القارئ: "إنه انطباع يكمن في كونه يدوم ويستمر، وقد يصعب تحويله، لأنه يكون قد استقر في وجدان الناس، واستقر معه تفسير الصورة الذي ارتضوه لأنفسهم حين شاهدوها وتأثروا بأبعادها وشخوصها وظلالها ودلالاتها". وتكمن أهمية هذا الانطباع عندما يكون انطباعا أوليا في أنه يدوم للأبد. ومن هذا الانطباع فإن بعض الصور الصحفية قد هزت العالم، وبعضها قلبت مجرى التاريخ، وغيرت مواقف وسياسات وشاركت بشكل كبير في صناعة الوعي الجماعي (لحسن موهو الكاتب والأديب المغربي).

إن الرجوع مرة أخرى لصور الحرب المأساوية التي أثرت في الناس وتركت انطباعا بالغ التعبير عن فضاعة هذه الحرب يعيد للأذهان صور الحرب في العراق، ليس صور الضحايا العراقيين فقط بل أيضا صور الجنود الأمريكيين الذين قتلوا أو أصيبوا في هذه الحرب. فها هي وسائل الإعلام والصحف الأمريكية والعالمية تكشف على سبيل المثال عن عملية قتل رجال الأمن الخاص في الفلوجة حيث تم التمثيل بالجثث المحروقة لاثنين من الأمريكيين وتعليقها على جسر هناك. وعرضت كذلك صحف عديدة صورة جندي من المارينز في مدينة الرمادي وهو يحمل على كتفه جثمان رفيق له مغلف بكيس الموتى الأسود. كما أعطيت الصدارة في العديد من الصحف لصور جنود تسيل منهم الدموع على أخبار زملاءهم المقتولين، وأخرى لجندية تمريض تمسك بيد مصاب من المارينز بعد إحدى الهجمات. ويقول السيد (جِم نورِكاس) من منظمة الإنصاف والدقة في إعداد التقارير التي تُعنى بالتحليلات الإعلامية معقبًا على ذلك: "من الممكن أن تؤثر [مثل هذه الصور] على الناس وانطباعهم عن الحرب لرؤية حقيقتها. فمن المتعارف عليه أن الصور لها وقع عاطفي أكبر بكثير من الكلمات".

أهمية الصورة الصحفية 607h8fs33bjkzi4j60k5


أهمية الصورة الصحفية 4teih5lv1xwdrlicvbxc


أهمية الصورة الصحفية Apelgwf168uaff9bb3b3



وإذا كان للصورة الصحفية من قيمة كبيرة في التأثير وترك الانطباع وتغيير المواقف والمفاهيم والتصورات فإن مرد ذلك إلى أنها تخاطب مختلف فئات المجتمع وشرائحه مما يجعل منها وسيلة إعلامية ذات تأثير بالغ في تبليغ الخطاب ونشر الرسائل الإعلامية، وذلك بعكس الكلمة المكتوبة التي يكون لها أثر محدود في الغالب على فئة المثقفين. إن هذه السمة للصورة الصحفية أدت بالقارئ لأن يقرأ الصورة قبل المقالة، وأصبحت المواضيع الصحفية تقرأ وتباع من خلال الصور المرافقة لها. وتستحضرني هنا مقولة لرئيس تحرير صحيفة الغد الأردنية الأستاذ (أيمن الصفدي) كان يكررها دائما حول أهمية الصورة الصحفية :"عندما أبدأ بتصفح الصحف الأردنية كل صباح أبحث بداية عن الصور التي اختارتها كل صحيفة على صفحتها الأولى قبل قراءتي للمانشيتات ولعناوين الأخبار".

من المؤكد أن الصورة الصحفية الناجحة قد تغني عن ألف كلمة مكتوبة وقد تعبر عن ألف معنى وألف قضية، وتنبع هذه الأهمية للصورة الصحفية من كونها توقف الزمن في لحظة معينة وعند حدث معين، وهذا المعنى ما يشير إليه المصور والباحث (هيثم فتح الله عزيزة) في كتابه الصورة الصحفية بقوله: " تعد الصورة الصحفية تسجيلاً حياً واقعياً وتاريخياً للحياة العابرة، فما يسجل في لحظة يمكن أن يكون خالداً إلى دهر من الزمن، ويمكن أن يكون دليلاً شاخصاً في العديد من الأحداث التي تمر بسرعة البرق، ولا يمكن للذاكرة أن تعود بتفاصيلها كما تفعل عدسة المصور الصحفي، بتثبيت الحقائق مثلماً وقعت بحركاتها، والتي إذا ما نجح المصور في الحصول عليها، كانت دليلاً يحقق به السبق الذي يطمح إليه".

إن نجاح الصورة الصحفية في إيصال رسالتها ورسالة مصورها وبيان مكنونها والمعنى المقصود يعتمد على بعض الصفات والملكات التي يجب أن يعمل المصور الصحفي في إطارها، لعل أهمها بالدرجة الأساسية قدرته الفنية والذهنية، ومدى استيعابه لمجرى الأحداث، وتفهمه وتقديره للمواقف، فكثيراً ما يكون مجرى الحدث مشهوداً أمام جمع كبير من المصورين، إلا أن القليل منهم يتمكن من السيطرة على أعصابه وهم ذوو معرفة وخبرة، فيبدأون بالتفكير بمهنتهم ولا ينفعلون إزاء الحدث، وإنما يتفاعلون معه من خلال الواجب الملقى على عاتقهم. بينما يقتنص المصور الناجح والذكي والمتلهف على فنه وحبه لمهنته الفرصة للخروج من هذا الحدث بلقطات ناجحة، وهنا تعمل عدسته على أرشفة كل لحظة بلحظة مع تقدير منه لما سيحدث لاحقاً من مجريات الحدث.

بالإضافة إلى ذلك فلكي يكون المصور الصحفي ناجحا في عمله كما يقول هيثم فتح الله عزيزة: ليس مطلوبا أن يكون بارعاً في فنه فقط حتى نحصل منه على ما يشفي الغليل، وإنما يجب أن يمتلك بالإضافة إلى فنه الحس الصحفي الذي يجب أن يكون ملازماً له طيلة فترة عمله، وهو الذي سيدفعه إلى تقديم الأفضل ثم الأفضل من الصور الصحفية الناجحة. وبشكل عام لكي يكون لدينا مصور صحفي بمواصفات متكاملة يجب أن تتوفر فيه العوامل التالية:
* إمكانيته العالية في توفير الدقة والملامح والوضوح في الصورة.
* القدرة على الاختيار الصحيح للعدسات ولزاوية الرؤية.
* الاستيعاب العلمي الكامل للاختلاف بين الظل والضوء والمعادل بينهما.
* القابلية على إيقاف الحركة بصورة سريعة لاصطياد لقطة الحدث. وهذا يتوقف على طبيعة الصورة وآثارها في الرأي العام، وعلى مدى تخليدها للحظة وللحدث في الذاكرة الإنسانية.

وانطلاقاً من هذه الصفات والمتطلبات يجب على المصور أن يضع في حساباته الكثير من المفاجآت والمتغيرات التي قد تطرأ على أي موقف في أي زمان ومكان، وعليه أيضا قبل التوجه إلى ميدان الحدث أن يراعي كل الظروف والاحتمالات التي يمكن أن تحيط بمجريات الأحداث من حيث ما يحتاجه من معدات التصوير، وبعض المعلومات المفيدة عن المكان الذي سيتواجد فيه، وكذلك عن برنامج الحدث لكي يكون دائما في تفاعل مستمر مع تسلسل الأحداث، واضعاً في حساباته كل مفاجأة يمكن أن تحصل في أي لحظة. كما يجب عليه أيضا أن يحضر إلى ميدان الحدث قبل بدء مسلسل الأحداث إذا كانت التغطية مرتب لها سابقا ووقت الحدث معروف مسبقا ليستطيع أخذ أنسب مكان له من حيث زاوية الحركة، خصوصاً إذا كان مجال التصوير مقيداً كما هو الحال في المؤتمرات الصحفية، أو الاستعراضات العسكرية، أو النشاطات الرياضية.

ولكن من بين كل الصفات التي يجب أن تتوفر في الصحفي الناجح والتي تجعل من الصورة الصحفية صورة ناجحة ومميزة تبرز أهم صفة وهي السرعة في تغطية الحدث والقدرة على التعامل مع الأحداث السريعة. فأمام تصاعد وتيرة الأحداث التي يشهدها العالم أصبحت السرعة في نقل الحدث وتغطيته تعطي السبق للمصور الصحفي الذي يجيد اقتناص الفرص. من خلال سرعة تواجده في موقع الأحداث ومن خلال سرعة نقله لها وخاصة في الظروف الطارئة والأحوال الخطرة التي تتطلب شجاعة وسرعة بديهة وقوة إرادة وتصميم على أداء الرسالة الصحفية حتى لو أدى ذلك لحصول أذى معنوي أو جسماني للمصور كما هو الحال في التغطيات الصحفية للمصورين في العراق وفلسطين.

Admin
Admin
Admin

ذكر عدد الرسائل : 288
العمر : 50
الموقع : عمان
العمل/الترفيه : مصور صحفي
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

https://saherphoto.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى